الإيمان والفلسفة
المحور الأول : الإيمان والفلسفة
التحليل: مفهوم الإيمان والفلسفة (سبق تعريف الإيمان)
تعريف الفلسفة:
الفلسفة وفقا لمعناها الاشتقاقي تعني " محبة الحكمة" أو " السعي إلى
المعرفة"و قد عرفها ابن رشد بقوله : " فعل الفلسفة ليس شيئا أكثر من النظر
في الموجودات و اعتبارها من جهة دلالتها على الصانع"
- تبحث الفلسفة في ثلاثة مباحث : مبحث الوجود
، ومبحث المعرفة، ومبحث القيم .
- التفكير الفلسفي الموضوعي يقوي العقل ويطور
التفكير لاعتماده على التفكر والتساؤل والبحث والتحليل، ورفض الجمود والتقليد
المحور
الأول: التفكير الفلسفي يقوي العقل و يطور التفكير:
من أبرز
خصائص التفكير الفلسفي أنه تفكير نقدي، وتفكير كلي، وتفكير عقلاني، يقوم على استخدام
العقل والتحليل والتأمل في النفس والكون، ويعتمد منهج التساؤل والبحث عن أجوبة، ومنهج
الشك للبحث عن اليقين، ويرفض الجمود العقلي والفكري ، كل ذلك يؤدي إلى تطوير القدرات
الفكرية والعقلية.
المحور
الثاني:المنهج الفلسفي الموضوعي وأثره في ترسيخ الإيمان:
يساعد التفكير
الفلسفي الموضوعي - البعيد عن المخالفات الشرعية وتقليد الفلاسفة غيرالمؤمنين في نظرياتهم- على ترسيخ الإيمان وزيادته،
والانتقال بالإنسان من إيمان المقلد إلى إيمان العالم العارف بالله. فقد أثبت كثير
من الفلاسفة أن الإیمان یتحقق عن طریق العقل، ووصلوا في نهاية بحوثهم إلى الإقرار بوجود
خالق لهذا الكون، ومن أدلتهم الاستدلال بالنظام البديع الموجود في الكون، الدال على
وجود الله وقدرته وكمال صفاته.
- التفكير الفلسفي الموضوعي يقوي الإيمان،
ويرسخه بالعقل، ويستدل عليه بخلق الكون وما فيه من قوانين ونظم، ويشهد لذلك إيمان الكثير
من الفلاسفة.
قال تعالى:"وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم
أفلا تبصرون"(الذاريات21.20)
المحورالثالث: لا تعارض بين الفلسفة الراشدة والإيمان
الحق:
الفلسفة
الراشدة:هي طريقة في التفكير وإعمال العقل تجمع
بين العقل والنقل، ولا تضرب بعضهما ببعض، بل تستعملهما معا للوصول إلى الحقائق قصد
ترسيخ الإيمان.
- لا تعارض بين الفلسفة الراشدة والإيمان
الحق، بل بينهما التوافق في الموضوع (الوجود، القيم، المعرفة) والهدف(معرفة الحقيقة)
وإن اختلفا في المنهج ، ويشتركان في الدعوة
إلى إعمال العقل .
فالفلسفة تدعو
إلى إعمال العقل وكذلك دعانا الله إلى إعماله في آیات كثیرة ، قصد ترسيخ الإيمان وتقويته،
كما في قوله تعالى حین أمر عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته :"أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ
خُلِقَتْ"، فلينظر الانسان مم خلق.." فلينظر الإنسان إلى طعامه..."
"إن في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الالباب..."
فالمؤمن
يجمع بين النظر في كتاب الله المسطور(القرآن) وكتاب الله تعالى المنظور(الكون) من أجل
الوصول إلى العلم والإيمان.
تعليقات
إرسال تعليق